الشيخ خليل محمد عبدالماجد حامد النور

هو الفقيه العلامة والبحر الفهامة العارِف بالله الشيخ خليل نجل العالم الفقيه الشيخ محمد عبدالماجد (ود عبدالماجد) وحفيد العالم الفقيه الشيخ عبدالماجد (السناري) حامد النور سليل العارف بالله الولي الشيخ حامد "أب عصاة سيف". وخليل عمرابي جعلى النسب ووالدته هي العمرابية نسبا وسليلة ملوك مملكة تقلي العباسية فاطمة (أم الحسين) محمد أحمد الدود ناصر. ولد في العام 1903م فسماه أبوه (خليل) تيمنا بالفقيه خليل بن إسحق المالكي فما خاب ظنه فيه، إذ أصبح الخليل خليلَ هذه الأسرة المباركة جمعاء وآخر أئمتها النابهين الأتقياء في الماضي القريب وخلال عصرنا الحاضر. كان رجلا جليل القدر وعالِما زاخرا بالمعارف، عامرا بالتقوي، شديد الورع. صار مرجعا أساسا في أصولِ العقيدةِ والفقه وملما جيدا بقواعد النحو واللغة. وقد إمتد عطاؤه ذلك لكثير من علماء وشيوخ الجارة الشقيقة مصر والذين ما إنفكوا يزاورونه مرارا سعيا وراء رأيه السديد ومِشورته في أمور الدين. كان، كذلك، عارفا ومهتما بأحوال الناس والحياة من حوله. كما كان تقيا محبا لله سائحا في بحر ملكوته الزاخر. وقد كان من شدة حُبه لله، أن تحسبه وليا من أوليائه الصالحين، ما زجر يوما ولا إنتهر وأغضب إلا في مرضاة الله. كما لم ير منه إلا بسماتِ الرضا وطيب المعشر. ودلائل صلاحه كثر .. منها ما رواه الدكتور عبدالسلام (إبن شقيقه موسى)، فقد إصطفاه الشيخ وخصاه بالرعاية بعد وفاة والده، وتربى الصبي في كنف عمه الخليل وهو بعد طفل صغير ثم شابا يافعا، إلى أن توفي الشيخ في حجره ليلة عودته من مصر طبيبا كامل التأهيل بفضلِ كرمه ورعايته، من بعد الله، وكأنما كان الشيخ في إنتظار عودته الميمونة تلك ليختصه بساعة وداع نادرة قبل أن يغمض عينيه لآخر مرة مودعا الدنيا وأهليها. وكان قد درج الخليل أن لا يودعه لسفر خارج حدود الوطن إلا بعد أن "يمهر" بسبابته في راحة إبن أخيه لفظ الجلالة "لا إله إلا الله"، فيتبعها الإبن عبد السلام بـ "محمد رسول الله" علي راحة يد عمه، ثم يفترقا علي لقاء ! ألا رحم الله الخليل، فما خل يوما بوعد ولا نكث يوما بعهد. في واقعة أخري رواها إبنه الشيخ مأمون، أن أحد حيرانه ممن حجوا بيت الله الحرام في سن متأخرة قد نبأ إلى علمه إنتقال الشيخ خليل لرحاب ربه قبل فترة فجاء معزيا ومستفسرا عن تاريخ الوفاة. صعق الرجل وهو غير مصدق `ذ