
أهلٌ وأنساب
الحامِديّة النوريّة
أحمد محمد حامد النور حامد النور ( الكبير )

أحمد محمد حامد النور، أو (جدّو) كما يناديه الصغار، هو الثالث في أبناء محمد حامد النور حامد من زوجته ستنا بت محمد أحمد عبدالقادر الهاشمابي. كانت بداياته وشقيقيه حامد ومحمود بدارهم بمدينة سنار حيث عملوا خلال فترة شبابهم بالتجارة العمومية مع والدهم وعمهم يوسف حامد. كان والدهم، وقتها، من أثرياء سنار وسر تجارها وإمتد عمله فيما وراءِ تلك المدينة. بوفاته إنتقل العمل لشقيقه يوسف يعاونه أبناء شقيقة الثلاثة. و بتغير الأحوال وكساد التجارة عموما إرتحل يوسف حامد لمدينة شندي وأقام بها مواصلا عمله بالتجارة بقية حياته وبقي أبناء أخيه ثلاثتهم وشقيقاتهم بسنار قبل إنتقالهم نهائيا لأمدرمان. عمل أحمد في سياقة الشاحنات التجارية بين بعض من مدن السودان وخارجه عبر التجارة البينية مع أسمرة، كَرَن، مصوع، ومدن أخرى بأثيوبيا والتي كانت رائجة في أعقاب سنوات الحرب العالمية الثانية. ثم إنتقل للعمل بشركة صادق أبوعاقلة الهندسية (وكلاء شركة Grundig الألمانية) بخشم القربة، ثم مديرا، أخيرا، لمكتب (معرض) ذات الشركة بالخرطوم بعمارة أبوعاقلة بالمحطة الوسطى حيث زامل، وقتها، المهندسين سليم وعبدالله. إلا أن تداعيات عامل السن والمرض فقد أقعدته عن مواصلة العمل فإلتزم داره مع شقيقه محمود وقلت حركته ونشاطه المعتاد. وجدّو، مع بساطته وتواضعه، رجل ساخر، له فلسفة في الحياة وحكمة ورؤية خاصة للأمور .. بل رأي في كل شىء، تقريبا. وهو من بعد إنسان حبوب، لَطيف المعشر، هادىء وقور، ويتخير الصمت معظم الوقت. لم يحظ بالزوجة والذريّة في حياته، لكنه إتخذ من أطفالِ الأُسرة، وهو في كبر، أبناءا وأحفادا له يداعبهم ويلاطفهم ويعطيهم من وقته مساحة مقدرة وإن كان ذلك بقارعة الطريق. كانوا يتلهفون للقائه بشدة، مفضلين مناداته بـ (جدّو) حبا وتقربا وإستلطافا. وقد كان، بحق، جدا لكل منهم. كما ظل محبوبا من الآباء والأبناء علي حد سواء، يترك قفشاته وملحه الحلوة أينما حل. إستمر على ذات النهج الإنساني النبيل حتي أواخر أيامه وهو يصارع المرض بصبر ويقين نادر. لازم شقيقه محمود (الخال) لفترة قصيرة من الوقت بدارهما، إلا أنه غادر الدنيا سراعا قبله بعد أن هده المرض وتمكن منه، فترك ذكري طيبة لانسان نبيل وفراغا عريضا بالأسرة عز من يشغله.