
أهلٌ وأنساب
الحامِديّة النوريّة
Mosque & Khalwa
المسجد و الخَلو ة

من آثار صحوة شيوخ العمراب الجعليين الإسلامية ومجاهداتهم المعلومة في الدين والدعوة والحياة لعدة شواهد عمرانية تشهد بماضيهم التليد وإسهامهم المجتمعي الرائد عبر الأزمنة ما شكل دعامة أساسية في خدمة وتطوير الأسرة والمجتمع من حولها وذلك بنشر الوعي الديني والثقافة الإسلامية ضمن شريحة واسعة داخل المجتمع السوداني. ولعل الشيخ ود دوليب قد أصاب حقا بمقولته المأثورة "آخر الدهر كلّه أسف !" فها قد جاء الأسف بل تمكن منا حقا بذهاب ذلك الزمان الطيب وذهاب أهله الطيبين تباعا، مثلما تداعت، أيضا، الكثير من المعالم الشامخة التي خلفوها ورائهم وتحول معظمها آثارا وأطلالا مندثرة مجهولة إنفض عنها الناس أو نسيوها تبعا لذلك أو تناسوها في غمرة حب الحياة واللّهاث وراء متاعها وغرورها الزائف. ويذكر بعض من العارفين من تلكم الأمجاد المنسية، على سبيل المثال لا الحصر، خلوة وضريح العارف بالله الشيخ حامد (أب عصاة سيف) ود عمر ود بلال بقرية جبل أم علي شمالي شندي مثلما يجيء في الذكر، كذلك، مسجد وخلوة حفيدة العارف بالله العالم النحرير الفقيه الشيخ عبد الماجد (السناري) حامد النور بمدينة مُكوار (سنار القديمة) والذي شيد أواسط العهد التركي قبل منتصف القرن التاسع عشر الميلادي وقد صار، مع مرور الأيام والسنين، أثرا بعد عين لا يلتفت إليه أحد. كذلك تجيء في الذكر مؤسسات دينية رائدة سامقة كمسجد الشيخ سلمان العَوضي (ود العوضية) بقرية الجوير (جوير ود ضبع) ريفي المتمة غربي مدينة شندي، مسجد وخلاوي "الغبش" غربي مدينة بربر، مسجد العمراب بقرية المحمية، إلخ .. ومما يغبط المرؤ ويدعو للفخر أن من تلكم المعالم والآثار التاريخية الإسلامية القديمة الباقية والتي ما زالت حية شامخة تنبض فيها الحياة وتواصل جاهدة أداء رسالتها السامية على الوجه الأكمل المرجو فمسجد وخلوة الشيخ الفكي محمد عبد الماجد (ود عبد الماجد) حامد حفيد الشيخ حامد أب عصــاة سيف بحي "ود عبد الماجد" وهو يحمل، حتى الآن، إسم الشيخ