
أهلٌ وأنساب
الحامِديّة النوريّة
Mosque & Khalwa
المسجد و الخَلو ة

والواقع بمنطقة الهجرة بأمدرمان جنوبي شرق مسجد الإمام عبدالرحمن المهدي. وقف على إدارة هاتين المؤسستين نخبة من أبناء الشيخ وحفدته الميامين وعدد من العلماء الأجلاء من أهل الثقة والإلتزام التام لأجل الحفاظ على إستمرارية أداء رسالتيهما السامية والقاصدة في خدمة الأسلام والمسلمين ولتأكيد هويتهما كإرثين ورافدين دعويين كانت، ولم تزل، لهما إسهامات مقدرة سجلها التاريخ وسارت بخبرها الركبان. وإنه لمن المؤسف، حقا، أن تتعرضا لكل ذلك الإغفال والتجاهل القصدي. إلا أنه لما يدعو للتقدير نشر مبحث قيم في الآونة الأخيرة تناول بقدر جزيل من "التفصيل" مجمل المساجد والخلاوى المعروفة بمدن وقرى السودان لجهة حصرها والتعريف بها وذلك إعترافا بدورها التاريخي الرائد في إرساء أسس وقواعد متينة لأصول الدين والتربية الإسلامية على نطاق القطر. ومع تنويهنا بالجهد الكبير للكاتب في إخراج هذا المبحث الثمين ومبادرته في هذا الشأن الإنساني الحيوي، لا ننكر له فضلا في سعيه ذلك الفريد. إلا أنه قد حز في النفس، كذلك، تناوله بالذكر والتقصي وكثير من التفصيل عددا مقدرا من الخلاوى المعروفة بالسودان بدءا بحقبة الفونج ومرورا بالسلطنة الزرقاء، ثم إنتهاءا بزماننا المعاصر هذا، دون التطرق، وذلك ما يدعو للأسف، لهذه الخلوة التاريخية الرائدة إلا ببعض "تلميح" عابر خجل في مجرى حديثه، عموما، عن الخلاوي والمساجد التي إشتهرت إبان حقبة الدولة المهدوية ! جدير بالذكر أن الخلوة المعنية تعد بين أقدم الخلاوى عمرا بالسودان، بل أكثرها صيتا وتفاعلا مجتمعيا في زمانها وفيما بعد ذلك إذ باشرت رسالتها ودورها خلال حقبة الدولة المهدوية وإبان فترة حكم الخليفة عبدالله التعايشي وفيما بعد ذلك الزمان قبل إنشاء المسجد المرافق. وقد ثبت أنها ظلت من بين أكثر الخلاوى تأثيرا، وحراكا مجتمعيا ما يؤكده عدد لا حصر له من الشيوخ العلماء الأبرار الذين درسوا وتأهلوا فيها وتدثروا ببركتها ثم صاروا، بدورهم، وفي زمن لاحق، "نوى مؤسسة" لكثير من الخلاوى ذائعة الصيت