
أهلٌ وأنساب
الحامِديّة النوريّة
د . عبدالسلام موسى محمد عبدالماجد حامد
عيادة إبن عمه دكتور أحيد سليمان ومحاولا تقليده في (الطعن) والكشف على المرضى ومطبقا ذلك علي إخوته وأصحابه الصغار بسبيلِ "الّلهو" ومستعينا، أثناء ذلك، ببعض مهملات طبية من حقن فارغة ومناشير حقن و قنينات أدوية قديمة ونشرات طبية أهداها له الدكتور “لأجل اللعب” بها ومشجعا له أن “يشد حيله” ومتمنيا له أن يراه دكتورا كبيرا في المستقبل .. وقد كان. وحسبنا أن تلك شهادة صلاح وبركة وبُعد نظر للدكتور أحيد "طبيب الفقراء"، أو كما لقبه صديقه المرحوم الصِحافي أبوالقاسم عثمان راثيا إياه بصحيفة يومية بعيد إرتحاله. إلى جانب قدراته الجيدة بمجال الطب، خرج عبدالسلام للعالم كشاعر وكاتب ذي قلم رشيق أنيق ينم عن موهبة كبيرة ظلت دفينة حبيسة بدواخله طوال مسار حياته العلمي البحت. فقد سطر كراريسه بنهج أدبي رائع لم يُبده من قبل، فضحته بعض شذرات من أعماله التي تكشف عن تلك الموهبة رصدنا بعضها بهذا الموقع (تحت الصورة على الصفحة الأولى) برغم تكتمه عليها. أصدر، مؤخرا، ثلاثة كتب جيدة أفرد أولها للأمثال السودانية الشائعة ومقارنتها برصيفاتها أو متشابهاتها في لغة العرب. كما تناول الآخر، بشجاعة ورؤى نافذة، قضية الخفاض الفرعوني بالسودان. أما كتابه الأخير، فقد كرسه جله لتناول فيض من تاريخ الأسرة منسِي ومهمل أو مخفي، مضافا لذلك حواديت وطُرف فيها جانب من الفكاهة واللطافة.
في جانب آخر، يستهوي الدكتور الفن بدرجة كبيرة و بخاصة إهتمام بروائع الموسيقى العالمية التي ينتخبها بعناية ودقة مُلفته وله، في هذا الصدد، ذخيرة وافرة من الوسائط. أيضا، إقتنى له مكتبة ذاخرة بداره بفرانكفورت حوت العديد من الكتب والمخطوطات النادرة في شتى ضروب الشعر والأدب العربي قديمه وحديثه، وفي التاريخ، ظل يرجع إليها وينهل من بطونها ما وجد لذلك سانحة. أيضا، له بعض محاولات جيدة في كتابة الشعر الشعبي الحديث علي غرار أعمال كبار شُعراء الحداثة من السودانيين اليوم أبرز فيها أبعادا جديدة ورؤى ثاقبة تضخمت في دخيلته فيها مشاعر الحنين للديار بعد أن طرحه موج الأقدار وقسمة الأرزاقِ بعيدا عنها. أكد، كل ذلك، علي مقدرات عالية وخيال بديع ثر ما كان له أن يظل خابئا كل هذا الوقت.
تزوج: أندرِيا شِيفر Andrea Schaefer . أنجبت له: يس Sara (Hannah), Yassin سارة (حنّا).
.. >