الدّرديري الصاوي عبدالماجد حامد النور

سماه والده بـ "الدرديري" تيمنا بسيدي أحمد الدِردير (أبو البركات) صاحب "الشرح الكبير" وشيخ الأزهر وأحد أئمة الطريقة الخلوتية الجامعة بمصر. والدته هي فاطمة بت الفكي عبدالهادي محمد أحمد من نسل الدواليب الركابية بحلفاية الملوك وجدته، لأمه، (عَرَفة) شريفية من أعيان مدينة بارا. وكما شِيم السلاطين، كان الدرديري الصاوي درة هذه العشيرة وقلادة فضلها، حلو المعشر، عنبري المِزاج وعطر النغم. كان، أيضاً، عطوفا حنونا وخيرا يكثر من إكرام الأهل والعشيرة والجيران لكل مناسبة عيد أو يوم جمعة. كما كان بارا بالأهل واصلا للرحم. لم يرزقه الله من الذرية .. لكنه كان أبا المحاسن كلها. ورغم كثرة إنتقاله خلال عمله، إلا أنه ما حرم دارا لأهله من صدقة أو زيارة مفاجئة لتفقد الأحوال أو مجاملة في مناسبة أو غيرها، أوعيادة مريض. ولد في العام 1918م وتخرج بالمدرسة الأهلية الوسطى بأمدرمان ومن ثم عمل بمصلحة النقل النهري بالخرطوم لفترة ثم إنتقل أوائل السبعينيات للعمل بالسكة حديد بمكتب وزير النقل وترقى لدرجة ناظر الأقسام الوسطى بالخرطوم ليصبح مسئولا عن المحطات من شندى حتى مدينة الأبيض ومن بورتسودان حتى مدينة أتبرا. بعد فصل السكة حديد عن هيئة المواني البحرية، التحق بهيئة المواني وترقى بها حتى منصب مدير الإدارة العامة وهي آخر موقع إداري له قبل إحالته للتقاعد. إشتمل سجل خدمته وخبرته الطويلة على وظائف إدارية برئاسة السكة حديد، قسم الوابورات (مدينة جوبا)، ثم مساعد مفتش، ثم مفتشا للقطاع من أتبرا حتى محطة كريمة. تم نقله فيما بعد لهيئة المواني ببورتسودان وترقى حتى درجة مفتش فباشمفتش ليتم فيما بعد نقله لأقسام حلفا القديمة حيث تعين حينها كعضو بارز بلجنة التهجير (لجنة حسن دفع الله الشهيرة) بمشاركة عمدة مدينة حلفا القديمة وذلك في الفترة ما بين عامي 1962 و 1963 م. ثم تم نقله مترقيا لمامور بمدينة الخرطوم ونقل بعدها لأتبرا، ثم ماموراً للأقسام الوسطى بمدينة الخرطوم وترقي فيها ناظرا للأقسام الوسطى. شيد له دارا بمدينة الحلفايا حيث عشيرة والدته فاطمة بت عبدالهادي وعشيرة زوجته، سكينة، كريمة آل الزمزمي الهاشمي بمدينة الحلفايا وأقام بتلك الضاحية حتى فرق بينهما قضاءٌ عاجل عام 1970م. عمل الدرديري معظم حياته العامرة كإداري مقتدر ومتفاني بهيئتي المواني البحرية وبسكك حديد hgs,