
أهلٌ وأنساب
الحامِديّة النوريّة
عبدالرحمن محمد أحمد الصاوي عبدالماجد حامد النور

من مواليد 1955م بأم درمان. عرفه أصدقاؤه و معارفه الكثر بإسم (عِكَو) أو بلقبه اللطيف الآخر والأكثر رواجا بين الأهل (وَاني) وذلك لجانب الإستلطاف به و التقرب لشخصه المحبوب. و إن كان هو الثاني في أشقائه، في ترتيب العمر، إلا أنه كان الأكثر ضجيجا و حيوية و حراكا. أمه هي نفيسة (بت ستنا) بت محمد حامد النور حامد وأصولها بسنار و بمدينة شندي (آل يوسف حامد "عمها"، آل حجو، آل السنوسي، آل مِحيميد، آل الدعيتة، و آل محمد علي). تلقى تعليما بُدئيا بخلوة (شيخ أمين) ثم أوليا بمدرسة شيخ حامد الصاوي بالهجرة بأمدرمان و الأوسط بالكلية القبطية بالخرطوم. عمل، بعدها، بمكاتب الهِجرة والجنسية بالخرطوم في وقت مبكر. إلا أنه تركها و عمل موظفا بفندق بستان (2) بالخرطوم (2) لفترة قبل أن يتحول للعمل بصالة غوردون للموسيقى Gordon's Music Hall بالخرطوم وسط و لينتهي به المطافبالعودة للعمل ببستان (2) حتى أواخر أيامه. ظل واني درة مجتمعات الأنس وليالي السمر بالعاصمة، بل فارسهما الأول بلا منازع. تعرفه معظم دور أمدرمان و حواريها و كثير من أركان الخرطوم. كان نبيها، و لماحا وتميز بإحاطة مذهلة ومعرفة محيرة بأخبارهما وأسرلرهما وأشخاصهما وعلائق أسرها بعضها بعضا. كان يعرف كل شيء، تقريبا، عن أي شىء وله باع طويل في أسرار السياسة وأساطينها وشياطينها. عرفته أكثر دور الأسر بأمدرمان الحالمة طريفا من ظرفائها يدخل السرور إلى النفس بملحه وقفشاته ومداعباته البريئة. كما كان حنبليا سباقا لمشاركة الناس أفراحهم وأنسهم وأتراحهم. يحب الصغار ويداعبهم ويحسن اليهم (بالعِنده أو ما عِندو). وفي ذلك، ظل صِنوا لصديقه إبن مدينته الهادي نصرالدين (وكلاهما من أركان أمدرمان العتيقة) مد الله في أيامه وعوضه فيه خيـرا وبركة. ها قد سكن الليل .. وأسدل أحزانه، بعد أن سكن القلب الحنون بهدوء و سلام .. و معهما سكنت حبيبته أمدرمان وسادها ولفها الصمت وألجمتها الفاجعة صبيحة يوم مشهود .. يوم عيد الفطر المبارك .. فقد إرتحل (وَاني) فارِس فرسانها و خليل خلانها و دليلِ حيرانها .. و إرتحلت معه، تعانق السماء، ضحكاته المجلجلة الصادقة البريئة المميزة .. و كذا قفشاته الحلوة و تعليقاتة المطعمة بالسخرية.