
أهلٌ وأنساب
الحامِديّة النوريّة
محمود ( أبوحَنفي ) محمد حامد النور حامد النور ( الكبير )

أبوحنفي (أو "الخال“، كما كان يحلو لأصدقائه والأهل مناداته) أصغر أبناء محمد حامد النور حامد، عمرا، من زوجته ستنا محمد أحمد عبدالقادر الهاشمابي. كانت بداياته وشقيقيه الشيخ حامد وأحمد بدارِهم بمدينة سنار حيث إشتغلوا على أيام شبابهم بالتجارة العمومية مع والدهم وعمهم يوسف حامد النور (والد عبدالسلام يوسف الموظف بالسفارة الأمريكية بالخرطوم، سابقا). وكان والدهما، وقتها، من أثرياء سنار وسر تجارها و إمتد عمله التجاري لما وراء تلك المدينة. بوفاته، إنتقل العمل لشقيقه يوسف يعاونه حامد، أحمد، ومحمود. إلا أنه وبسبب كساد التجارة عموما، إرتحل العم يوسف حامد لمدينة شندي وأقام بها بقية حياته عاملا بالتجارة. أقامت الأسرة بسنار ردحا من الوقت إشتغل خلاله محمود وأحمد بالتجارة ثم بسياقة الشاحنات التجارية داخل السودان وخارجه عبر التجارة البينية بين السودان وإريتريا (مدينتي مصوع وكرن) وإثيوبيا والتي كانت رائِجة إبان سنوات الحرب العالمية الثانية. كانت تلك سانحة لمحمود تعلم وأجاد عبرها التحدث بالايطالية والأمهرية ما مكنه من خلق علاقات صداقة ومعاملات تجارية مع التليان وعامة المواطنين ما دفعه للبقاء بتلك النواحي لفترات ممتدة. في غضون ذلك، أُصيب بداء السد فأعاق بصره لبقية حياته. وقد ظلت سلوته لتعويض تلك الإعاقة والإتصال بالعالم من حوله جهاز راديو ماركة Gründig ألماني صغير ظل يؤانسه في وحدته بداره بأمدرمان ويستمع عبره الأخبار وأغاني الفنان محمد عبدالوهاب والسِت أم كلثوم والتي كان يستهوي كثيرا السهر مع حفلاتها الشهرية الغنائية المطولة. تحول، لاحقا، للعمل بالتجارة العامة في الفحم والأحطاب ثم تركها للعمل بشركة مواصلات العاصمة (شركة النور) على أواخر أيامه قبل أن يتقاعد نهائيا ويعتكف بداره. برحيلِ شقيقه أحمد، لم تطِب له الإقامة وحيدا بالدار، فإستضافه أبناء شقيقته ( أبناء محمد أحمد "وَداعة" الصاوي) بدارهم العامرة لفترة من الوقت. إلا أنه إنتقل، لاحقا، لدار أستأجرها بحي ود البخيت بأمدرمان وظل بها إلى أن إنتقل إلى رحاب ربه بعد وعكة طارئة تاركا وراءة حزنا دفينا لفقده و فراغا كبيرا بين الكبار والصغار ظل يملاؤه في حياته.