الشيخ سليمان حامد ود النور ( الكبير )

هو أحد أبناء حامد النور (الكبير) من زوجته مدينة (الحُر) وكان قد عمل بالتجارة. عرف كرجل تقي ورع، طاهر اليد، زاهد يعف عن مباهج الدنيا و زخرفها ولا ينام وفي بيته أو جوفه أو في جوف عياله حرام. تزوج من (هَلالة بت بتول بت التارس) وهي من العرب العمارنة(*) بالهلالية ولأهلها صلة قربى بأسرة المك عجيب المانجلك. رزق سليمان من هَلالة بإبن وحيد سماه عبدالرحمن (وهو الملقب بـ "الشنقيطي") وإبنتان هما: آمنة و مدينة (بت سِريح). وسليمان عدل للشيخ هاشم (جد أسرة "الهاشماب" بأمدرمان و والد الشيخ أبوالقاسم هاشم) وذلك بزواج الشيخ هاشم من شقيقة هَلالة ما يضع أبناء الشيخ عبدالرحمن "الشنقيطي" و أبناء أبي القاسم هاشم في مرتبة أبناء الخؤولة. في تسمية الشيخ سليمان حامد لإبنه بعبد الرحمن "الشنقيطي" رواية واقعية رواها الكبار. فقد زار السودان، في ذلك الزمان، رجل ولي صالح من ديار "شنقيط" موريتانيا - حاليا) يدعى عبدالرحمن في طريقه للأراضي المقدسة مثلما درج أهل غرب أفريقيا بذلك في غابر الأيام. وقد سخّر الله لذاك الولي على زمن الكرامات ذلك، جنيا داخل جرة صغيرة كان قد رغب عن كليا عن إستخدامه في أي من أمور الدنيا لإنشغاله بأمور الآخرة، مع الإعتماد والتوكل علي الله في كل مقصد و حاجة. إلا أنه، و لعفته و نقاء سريرته فقد أضطر مرة للجوء اليه ليدله علي رجل تقي عفيف لا يتعاطى غير الحلال الطيب ولا يدخل داره حرام وذلك حتى يطمئن للإقامة ضيفا عليه لأيام معدودة قبلَ متابعة رحلته لأرض الحجاز. فدله الجني علي الشيخ سليمان حامد والذي إستطابت إليه نفسه بالفعل فقعد بدارة أياما نال خلالها من الإحترام والتقدير و كرم الوفادة ما أثلج صدره. قبل مغادرة الرجل لمقصده، شكر لسليمان وفادته و بشّره خيرا وتنبأ له أن الله سيرزقه صبيا طلب أن يسمى عليه. بنفس الوقت، أهداه الجرة ولم يكن راغبا في الإفصاح عن محتوياتها. ثم أخذ منه وعدا، قبل أن يودعه، بعدمِ (فتحها) إلا بعد وصوله أرض الحجاز ووفاته، لاحقا، بها. بعد فترة لم تطل، صدقت نبوءة  الرجل .. و توفي بالحجاز بعد أيام معدودة من إنقضاء أيام الحج. نما لعلم سليمان ذلك، فحزن حزنا شديدا لذلك الفقد. وبعد فترة من الوقت، كذلك، تحققت نبوءة الضيف الثانية إذ أُرزق شيخ سليمان مولودا ذكرا من بعد بنتين. و لشدة فرحته بالصبي وتحقق نبوءة ضيفه الشنقيطي الزائر، قرر تسمية