
أهلٌ وأنساب
الحامِديّة النوريّة
الشيخ عبدالرحمن محمد بلّه عبدالرحمن ( الشّنقيطي ) سليمان حامد النور
، فسأله عن سبب عجالته فعرف أنه "بصدد شراء حاجة خاصة طلبتها الوالدة لاحظ الشيخ إستعجالهروما) بالحي. ومستعجل شوية علي السوق. فرد الشيخ مبتسما بكل هدوء بعد أن أدخل يده في جيبه وأخرج منه صُرة ناولها إياه: (طيّب .. كَدى هـ هاك الهدية دي لحدّي .. مـ ما نتقابل تاني). كانت الصُرة ملأى بأفضل ما رأى من زبيب! شهد هذه الواقعة محمود "أبو حنفي" ومحمد الأمين عابدين وصديقهم طه، عليهم جميعا شآبيب الرحمة والمغفرة. إتخذ عبدالرحمن له طريقا (سمانياً) علي هدى معلمه عمه شيخ إبراهيم عبدالرحمن (الشنقيطي) فلازمه والتزم به طوال حياته ونهل من علمه وأسراره ما شاء الله له أن ينهل، وظل منتهجا طريق السمان ونهجه وملتزما السير مشيا لمسجدهم العامر بودنوباوي على أوقات الأصيل برغم المرض يرافقة من أهل الله الطيبين إبن عمته الشيخ مأمون خليل وصديقهما محمد العسكري - كل يقود الآخر .. ويا لتلك من رفقة! قام، لاحقا، وعلى أواخر أيامه، بتدريس اللغة العربية من نحو وبلاغة إلخ .. بمعهد أمدرمان العلمي (الجامع الكبير قبل تحويله للمنطقة الصناعية) ولم يكن يأخذ أجرا في ذلك. سكن مدينة سنار في بواكير أيامه ثم إستوطن أمدرمان لاحقا. ظلّ طوال حياته يمشي بين الناس دون وعيهم به، زاهدا في الدنيا ومتعففا عن ملذات الحياة، وظل بسيطا في هيئته وعلمه ومأكله، باسما بفطرته في وجه الحياة الدنيا التي يقول فيها (إسم علي مسمى، سُميت هكذا .. لأنها هكذا) ثم يضحك. ذكر صديقه أحمد دفع الله (من أهالي كردفان) أنه كان تقيا ورعا وعفيفا ومتصوفا لا يقبل الهدية إن لم يكن له سابق معرفة بدافع الهدية أو يعرف أن في مال صاحبها حرمة. لم يعرف الغضب إليه سبيلا .. بل إن أعظم ما إتسم به من جمال جمال روح يدعو للعجب فهو يحادثك وهو باسم أو ضاحك .. ولا يخلو حديثه من (هَنهَنة) لطيفة محببة للنفس ترافقها (ثنية) للرأس إلي الجانب فلا يسعك إلا أن تستلطفه وتطمئن إليه. على أواخر أيامه، قام بالتدريس لفترة من الوقت بنفس المعهد العلمي الذي تخرج فيه إلا من بعضِ إنقطاع بسبب المرض والذي ظل يداهمه من وقت لآخر حتى إختاره المَولى إلي جواره عام 2005م، فلم يترك وراءه إلا ذكرى طيبة لرجل طَيب كله طِيب.
< 2 .. >