
أهلٌ وأنساب
الحامِديّة النوريّة
د . منصور خالد محمد عبدالماجد حامد النور
حفزه للسعي لتعلم الللغة الفِرنسية بالمركز الثقافي الفِرنسي بالخرطوم. بتخرجه في العام 1956م، وخلال تلك الفترة، إنخرط في ممارسة العمل القانونِي بعد إتاحة سانحة له بذلك بمكتب المحامي فاروق أبو عيسى، ثم المحامي إيميلي قرنفلي ثم مع المحامي الفاتح عبود قبل أن يتولى مهمة التعاون مع مكتب رئيس الوزراء، حينئذ، الأميرلآي عبدالله بك خليل (56 -1958)م. فيما بعد، أُتيحت له الفرصة للحصول علي منحة دراسية لتعلم الفرنسية بمعقلها .. فرنسا. تلك كانت سانحة أخرى له، بجانب ممارسة وإجادة اللغة الفِرنسية لإستغلال وجوده بعاصمة النور "باريس" لفتح آفاق جديدة تتنامى وتتعدد فيها إهتماماته وبخاصة إتاحة أبعاد جديدة أمامه في الثقافة الأفريقية وذلك من خلال عمله اللّصيق مع مجلة Présence Africaine و(مقرها باريس) ما وسع بشكل مضطرد من دائرة صداقاته إلي حد بعيد. إلتقي في غضون ذلك بالدكتور حسن عبدالله الترابي، والذي كان يقرأ حينها للدكتوراة في القانون الدستوري وأصبحت له مع االرجل علاقة صداقة متينة ليستمر إتصالهما بشكل منتظم حتى بعد مغادرته باريس للجزائر. قرر بعدها السفر لأمريكا وإلتحق فيها بجامعة بنسلفانيا بولاية فلاديلفيا حيث نال إجازة الماجستير في القانون الدولي. ثم تمكن، لاحقا، من الحصول علي منحة دِراسية أخرى في النظرية الإقتصادية بنفس الجامعة. كان قد تزامل، أثناء ذلك، مع نبيل شعث وزير التعاون الدولي في السُلطة الفلسطينية، سابقا. وبنفس الوقت، تم ترشيحه بتوصية من أحد أساتذته بالجامعة (وهو من مستشاري الأمم المتحدة) للعمل ضابطا بالإدارة القانونية بالأمم المتحدة ليصبح بذلك أول إفريقي، بل الوحيد حينها، الذي ألحق بهذا القسم. كانت أولى مهامه معالجة قانونية لأزمة الكونغو. ثم تم إختياره، فيما بعد، للعمل بممثلية الأمم المتحدة بالجزائر. بجانب العمل الدبلوماسي، أعطت الأيام الأولى لإستغلال الجزائر فرصة لدكتور منصور لصقل قدراته الصدئة في الفرنسية قبل أن يغادرها، بوقت قصير، بعيد واقعة إطاحة الرئيس هواري بومدين لحكومة الرئيس بن بيلا. وللحقيقة، كانت فترة إقامته بالجزائر ذات خصوصية، بل كانت من أكثر سنوات حياته عائدا، لا سيما لما كان لها من فضل في تمكنه من خلق علاقات صداقة أكثر قربا وديمومة منها صداقته مع وزير الخارجية عبدالعزيز بوتفليقة (الرئيس الجزائري