
أهلٌ وأنساب
الحامِديّة النوريّة
د . منصور خالد محمد عبدالماجد حامد النور
لقوانين سبتمبر (الجدلية) والتي مهدت، لاحقا، لإنتفاضة أبريل الشعبية الشهيرة عام 1985م و من ثم إنهيار النظام كليا تبعا لذلك ما قاد منصور لأن يدرك بأن طاقته وطموحه لن يستقيم لهما شأن ما لم يغادر موقعَه بعيدا عن دوائر الحكم والسُلطة والجبروت. ويرى كثيرون أن مشاركة الدكتور منصور بالنظام المايوي كدبلوماسي وكاتب وسياسي ومفكر سوداني (مثير للجدل) وبحجم خطورة مناصبه المحلية والعالمية التي تقلّدها كانت "تجربة قصيرة غير موفقة في الالعمل تحت سقف نظام حاكم مهترىء"(2). لم يكف منصور عن مقارعة الأنظمة المتعاقبة ونقد السياسة السودانية ونفقها المظلم، فألف عددا من الكتب والمقالات حول تلك السياسة - باللغتين العربية والانجليزية - نُشرت بالصحافة المحلية والدولية إبتدرها بمقالاته المثيرة للجدل (حوار مع الصفوة) بصحيفة الأيام. بنفس الوقت، نشر العديد من المقالات والتحقيقات في الحوليات الدولية عن قضايا التنمية والسياسة في العالم الثالث. واقع الحال أن د. منصور، بعلمه "الموسوعي وثقافته الواسعة وعلااقاته الكونية، قد أثرى المكتبة السودانية بعدة مؤلفات يمكن أن تؤسس لنمَط الكتابة ذات المعلومات المكثفة والتدوين الجيد للأحداث و الوقائع واللغة الجزلة القوية ذات العبارة الواضحة الرشيقة، بغض النظر عن إختلاف الناس أو إشتجارهم حول مضمون هذه الكتابات" كما جاء بمقال للكاتب محمد الشيخ حسين بمقال تعرض فيه لسيرة الدكتور الذاتية بالشبكة العنكبوتية. "إشتهر منصور بسلامة اللغة و جمال البلاغة و سعة التخيل و دقة التحليل، وسخر كل ذلك بتكريس معطم عمره، تقريبا، لأجل إعلاء قيم العدالة وإستبانة ورصد مواطن الفساد و الإفساد بالدولة. وقد إستطاع، بفضل أمانته الأدبية وحسه التوثيقي، أن يدون لجزء مقدر من تاريخ الدولة السياسي خلال الحقب المتتالية في عدد من الإصدارات من بينها كتابه المرسوم الآخر (السودان و النفق المظلم). وقد أوغل منصور في مجالات التأليف حتى كتب في القضايا الفلسفية الدينية (أو السياسة الإجتماعية). كما لم يمنعه كل ذلك من الإلتفات أكثر لمراجعة و تحقيق بعض المخطوطات الأسرية ومنها تحقيقة لمخطوطة ”السيرة الماجدية“ التي جمعها في كتاب من أجزاء ثلاث (الثلاثية الماجدية) قرظه البروفسور الدكتور عون الشريف قاسم، والذي يذخر بمجموعة إفادات وشهادات عن تاريخ الأسرة مذ إنتقالها من شمال