top of page

د . منصور خالد محمد عبدالماجد حامد النور

ذلك، أقامت وزارته عددا مقدرا من الأنشطة الشبابية والتربوية، منها مهرجانات الشباب الشهيرة وإنشاء قصر الشباب والأطفال بمدينة أمدرمان. في أغسطس 1970م إستقال من الوزارة، رغم إعتراضات الرئيس نميري وعدد من أعضاء مجلس قيادة الثورة، إلا أنه أصر عليها - فقد كان يرى في الصراعات الأيدلوجية السائدة آنذاك أنهاك للنظام القائم والذي كان يعيش أيامها بموازنات أيدولوجية يسارية. ورغم قصر الفترة التي قضاها في قيادة العمل بوزارة الشباب إلا أنها قد شهِدت عدة مشاريع وإنجازات ضخمة لا يمكن إنكارها. بعد إستقالته من الوزارة عمل ممثلا لمدير عام هيئة اليونسكو (رينيه ماهيو) ضمن برامج التعليم بهيئة غوث اللاجئين الفلسطينيين. ثم عاد، لاحقا، ليعمل سفيرا للسودان بالأمم المتحدة. في غضون ذلك، تبوأ عدة مناصب مهمة و مواقع قيادية و تنفيذية عليا وذلك خلال سنوات الحكم المايوي (1972-1978م) شملت وزارت الخارجية والتربية والتوجيه، ثم مساعدا لرئيس الجمهورية. وقد كانت فترة عمله الدبلوماسي بوزارة الخارجية ضربا من الإبداع و التجليات و عملا مؤسسا يشهد به طابور من الدبلوماسيين ونظام إداري متقن و محكم ما يزال معمولا به حتى الآن. في العام 1978م إستقال من المكتب السياسي وخرج من نظام مايو معزيا ذلك بسبب تغول النميري على المؤسسية في الدولة، ومن ثم غادر السودان. عمل بعدها زميلا بمعهد ودرو ويلسون Woodrow Wilson Institute بمؤسسة Smithonian بواشنطن عام 1978م. أعقب ذلك تعيينه بموقع نائب رئيس اللجنة الدولية للبيئة والتنمية والتي أنشاتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1982م ومقرها جنيف. خلال مشاركته بحكومة مايو، ظل منصور أكثر حضورا و أعظم صيتا و حراكا بتفعيل كل طاقاته الممكنة وطموحاته لأجل بناء الوطن. كما شارك بإيجابية مشهودة في خوض أتون الصراع السياسي المتفاغم، وقتئذ، إعمالا بفكره، حينا، عبر كتاباته الجريئة – المثيرة بالصحف اليومية، و بالحكمة والموعظة الحسنة حينا آخر من موقعه كسُلطة و عراب نظام، وكذا من خلال دوره التنويري والتوجيهي والثقافي بما لكل ذلك من تقاطعات و مواجهات مع السياسات الرسمية. إلا أنه سرعان ما إختلف مع النميري ونظامه .. بل أعيته الحيلة في تقويم نهجه و مسيرته ”الظافرة بإذن الله“، وبخاصة بعد إصدار النميري

Copyright © Aalhamid 2024. All Rights Reserved DEV-MANSOOR

 
 
bottom of page