فاطمة ( أم الحُسين ) بت محمد أحمد ( الدّود ) ناصِر

وفاطمة، الملقبة بـ "أم الحسين" أو "حَبّة حِسينة" كما كان يعرفها أحفادها الصغار بلسان الطفولة، هي كريمة محمد أحمد الدود إبن المك ناصر سلطان العباسية تقلي. وهي تقلاوية المولد والنشأة، جعلية النسب لأبيها، رباطابية لأمها. ولدت وترعرعت بمدينة تقلي العباسية منتسبة لسلالة من سلاطينها وملوكها. فأبيها، محمد أحمد الدود، أحد سلاطين مملكة تقلي العباّسية، وجدها (لأبيها) هو المك ناصر. كما أن المك جيلي (أو جَلي)، فعمها إبن عم أبيها. تنتهي سلالة هؤلاء السلاطين بآخر ملوكها الأحياء، حالياً، المك آدم والموجود بمدينة تقلي العباسية. أما أمها فهي كلثوم بت الحاج صالح التقلاوية الرباطابية والتي سميت بإسمها، تيمنا بها، حفيدتها وكبري كريمات الشيخ خليل محمد عبدالماجد (عملا بتوصية جدتها أم الحسين بذلك. ولأم الحسين سَند بنسبها هذا وبنسبة أسرتها لأولئك الملوك الجعليين الرباطاب زكت به نفسَها بنفسِها بين يدي سيدي العارِف بالله الشيخ قريب الله بن أبي صالح الطيبي صاحب السجادة السمانية بالسودان وعدد من الشهود، وذلك عند العقد عليها زوجة للشيخ الفكي محمد عبدالماجد حامد النور (ود عبدالماجد). وقد تحقق الشيخ قريب الله ومرافقوه من ذلك قبل بدء مراسم العقد عليها لصديقه الفكي ودعبد الماجد. جاءت تسمية تقلي بهذا الإسم نتيجة سعي الجعليين الإقامة بصفة دائمة بها (يتقّلوا، أو نحنا إتّقلنا) بإعتبار المنطقة، وقتها، أرض خصبة للدعوة وغرس الدين في النفوس ولإتخاذها من قِبل السلطان علي دينار كمجمع للمَحمَل (كسوة الكعبة المشرفة محمولة علي جمل أصيل) يتجمع عنده قاصدي بيت الله الحرام من المغاربة والشناقيط (أهل موريتانيا) والفلاته و أهل التشاد ونيجيريا في قافلة كبيرة يتصدرها المَحمَل. كما إختصر بقاؤهم بتلك الديار عناء السفر والزمن المهدر من ديار الرباطاب لمكان تجمع المَحمَل إضافة إلى توفر هذا المكان كبديلٍ مناسب طيب ذي طبيعة غناء ووفرة في الماء والكلأ ينسيهم منطقتهم المعروفة بجفافها وطبيعتها القاسية. أيضاً، جاء إسم "العباسية" مرتبطا بتقلي لإثبات هوية هؤلاء الساكنين الجدد من الجعليين من بين كثير من القبائل الأفريقية الأخرى من حولهم. أما في أسباب إرتحال فاطمة أم الحسين للبقعة (مدينة أم درمان) لبقية حياتها فرواية تذكر تنبأ فيها ولي صالح يدعي تاج الدين الكَمالي (يعرف بود بَقّوي، وله مزار يزار ما زال قائما بمنطقة بانت