
أهلٌ وأنساب
الحامِديّة النوريّة
الأستاذ مالك محمد عبدالماجد حامد النور
على حد سواء، وله مكتبة جيدة بداره. وهو، أيضا، أديب و محدث لبق لا يُجارى. إتضح، كذلك، أنه قد خلف وراءَه سيرته الذاتية (كتاب حديث الذكريات) والتي نقدها و علق عليها الناقد والباحث الدكتور مصطفي محمد أحمد الصاوي(2)، إبن أخيه إبن عمه، (الرابط تحت الصورة) بصحيفة الخرطوم (إصدار الخليج) تحت عنوان: "حديث الذكريات بين السرد الذاتي والتاريخ الإجتماعي" متعرضا لسرد الأستاذ مالك لسيرته الشخصية ورسمِ صورة دقيقة لوالدته الحاجة بخيتة بت عبدالله حمدالضو مصطفى ود منوفل الشعدينابية الجعلية .. متعرضا لتدوين شخصيتها و نضالها الأسري، إضافة لتوغله إلى صميم هذه الشخصية التي عايشها بنفسه حتى رحيلها. و حول هذه الذكريات، يرى الباحث الدكتور مصطفى أن"الملمح الجوهري حول ما دونه مالك محمد عبدالماجد في ذكرياته هو إبتعاده عن السياسة و السياسيين، خلافا لمعظم الذكريات التي دونها رصفاؤه من خريجي غوردون إلا من إشارات مضمرة في سرده لفترة المهدية و يبرز فيها صدى خلافات والده مع الخليفة عبدالله التعايشي و تجلي ذلك في إبرازه لتلك الفترة وفق ذهنية متأثرة، إلى حد بعيد، بتلك الخلافات". كما يستطرد الدكتور مصطفى "أن ذكريات الأستاذ مالك تمثل إضافة قيمة لتراكم كبير من السير والمذكرات في الأدب السوداني وذلك بإعتبار نزوعها، مع أخريات، إلى الحفر بحثا عن الحقيقتين: الإنسانية والتاريخية"(1).
علي أواخر أيامِ خدمته المعاشية و قبل تعرضه لحادثة عطلت حركته و نشاطه المعتاد، عاد مالك لمهنة التدريس في اللغة الإنجليزية بالجامعة الأهلية بأمدرمان.
قد لا تخلو حياة الأستاذ مالك من بعض "الطرائف" و"المفارقات" المشهودة. فقد عاش حياة ميسورة و كان (يحب الطيبات) فإبتنى له منزلا فاخرا و إمتلك سيارة فِرنسية الصنع Citreon، في وقت عز فيه إمتلاك ذلك الطراز الراقي بين أهل السودان. ثم أعقبها بمرسيدس إبتاعها من مصر. و لعدم رغبته، بل (رعبه) من قيادة السيارات، تخَير له رهطا من السائقين تتابعوا علي قيادة سيارته فيهم: كَبّدة الإثيوبي، سليم، منور، وأحمد العسكري لينتهي به الأمر، أحيانا، بطلب