
أهلٌ وأنساب
الحامِديّة النوريّة
عُليش ( أفندي ) محمد عبدالماجد حامد النور

هو نجل الفكي محمد عبدالماجد حامد من زوجته بخيته بت عبدالله حمدالضو مصطفى ود منوفل (دَلوق) الشعدينابي الجعلي بأبي روف. تعلم القرآن ودرس العلوم الدينية علي يدي والده الشيخ ود عبدالماجد. عمل مساحا بمدينة رشاد في وقت مبكر ثم بمصلحة المساحة بالخرطوم. إشتهر اثناء ذلك بخبرته وتفانيه في هذا المجال وعرف، أيضا، بكريمِ الخلق والحكمة والتجرد والجدية في العمل. ظل حنونا، رقيقا، محسنا، شديد التواضع، وبرا بوالديه. وعلى خلاف إخوته وأبناء عمومته والذين تغلب على كثيرٍ منهم جدية شبه دائمة، تحلى عُليش بخفة دم وروح شبابٍ. يطلق المِلحَة البريئة الهادفة بين الصبية والشباب ويكثر من إستخدام تعبيره المستظرف (يا إبنى .. ). كان، كذلك، محبا لتلاوة القرآن والإطلاع على كتب السيرة والفِقه ولا يحرم نفسه من تصفح كتب ودوريات الأدب والشعر ومختلف المجلات. إلى جانب ذلك، كان يهوى كثيرا الإستماع للأخبار يوميا .. وتُثيرُة أخبار (التظاهرات) بالمدن وشائعات الهجوم عليها وذلك على أيام أزمة الديموقراطية فيهرع إلى شقيقه عبدالله صائحا: (عبدالله أخوى، الأبيض سقطت .. تلتمية دبابه يا إبني ..). إنتقل أوائل السبعينيات بأسرته لدار متواضعة شيدها بمدينة المهدية. لم ترق له فكرة الإنتقال، بادىء الأمر، كما لم يستطب ملوحة ماء آبارِها فيراوده الحنين لديار الأهل بأبي روف فيقصدها ليبقي بها ساعات طوال يشبع فيها حنينه ويروي ظمأه ومن ثم يعود أدراجة مرة أخرى لداره بالمهدية مصحوبا بباقات من مياه النيل العذبة ومشحونا بكامل الرضا عن إشباع رؤيتة لديار الأهل والعشيرة، مرة أخرى، ورؤية من سكن الديار. من آيات صلاحه، مفارقته الدنيا ولسانه يلهج بالشكر للمولى على نًعمائه. كما لم ينس في سويعاته الأخيرة تذكير معاوديه من الأهل، وهو علي فراش المرض، بواجب إتباع نهجِ السلف والآباء والعمل على تماسك العشيرة وتعاضدها، مع الإلتفات أكثر للأبناء والنشىء والبر بالجار. وكانت تلك .. آخر وصاياه رحمه الله.
تزوج:زينب عبدالكريم عبدالرحمن (الشنقيطي) سليمان. أنجبت له: الأستاذ عبدالماجد، فاطمة، رابعة، سارة، سُعاد.