الأستاذ مالك محمد عبدالماجد حامد النور

ولد عام 1926م بمدينة أم درمان وسماه والده بـ (مالك) تيمنا بالإمام أبي عبدالله مالك بن أَنس عالم المدينة، إمام دار الهِجرة، صاحب "المَوطأ" وأحد الأئمة الأربعة فأوُرث بعضا من تفقه الإمام و كثير مما أشتهر عنه بتشدده المعروف في أمور الدين. إلا أنه، و برغم مظاهر التشدد التي إتسم بها، ظل مالك محمد عبدالماجد إنسانا تقيا، شديد التواضع و الورع، كريم النفس عزيزها، و حسن الخلق. كان دون الخامسة حين توفي والده عام 1929م. ولذات السبب كان محظيا دون إخوته بالجلوس جوار والده بالمسجد معظم الوقت بعد أن طعِن الوالد في السن و عجز عن الحركة. ولهذا، لم يكد يتذكر الكثير عن حياة والده و ظل يحمل له صورا عابرة في حياته(1). كان الأستاذ مالك من أبكار خريجي كلية غوردون التذكارية بالخرطوم Gordon's Memorial College نال فيها دبلومي اللغتين العربية والإنجليزية ومن ثم إلتحق في مستهل حياته العملية بالتدريس في اللغتين و ذلك بمعهد بخت الرضا بمدينة الدويم (1947- 1951م) وليصبح بذلك من الرعيل الأول ممن لهم إسهامات و بصمات في الحياتين العامة و المهنية. كذلك، ساهم بقدر وافر وهمة عالية في معترك مجالي التربية والتعليم بالسودان. ثم تم إبتعاثه، في وقت لاحق، للدراسات العليا فوق الجامعية بواحدة من الجامعات المرموقة بالمملكة المتحدة (جامعة سينت أندروز St. Andrews) بأسكتلندة حيث حاز إجازة درجة الماجستير بمستوى ممتاز في علم الإقتصاد رغم رغبته، بدءا، الإلتحاق بمدرسة اللغات الشرقية لإشباعِ أشواقه لسبر أغوار مجالي الأدب واللغة. و لعل لتشجيع صديقه (رئيسه في الخدمة في وقت لاحق) الأستاذ عبدالله عبدالوهاب، دافعا قويا لذلك التحول. بعودته للوطن، عمل مدرسا للغتين العربية والإنجليزية لعام بمدرسة وادي سيدنا الثانوية بأمدرمان ثم إلتحق في العام 1958م بوزارة المالية ليتم إبتعاثه، لاحقا، لفترة عام واحد بدورة بصندوق النقد الدولي بالولايات المتحدة الأمريكية كأول مواطن سوداني ينال ذلك المستوى من التدريب. عاد مرة  أخري للمالية وتفوق بالخدمة العامة الإدارية فيها فصار رقما إقتصاديا مرموقا بالدولة ما ساهم في ترقيته وتدرجه للمناصب الأعلى (1964-1969م) حتى شغل موقع نائب الوكيل الدائم بوزارة المالية. ظل محتفظا بهذا المقام في عهود حكومات متعاقبة حتي أعفِي من منصبه وذلك بعد تنامي بعض