top of page

الشيخ عبدالهادي الصاوي عبدالماجد حامد النور

عمّي .. واللحن الحزين .

 

يذكر الدكتور عبد السلام موسى واقعة لطيفة عاشها في صغره مع عمه النابغة النابهة الشيخ عبدالهادي الصاوي: "كان العم عبدالهادي أكبر أبناء الفقيه الشيخ الصاوي عبدالماجد حامد النور، في مرتبة العمر، من زوجته فاطمة بت الفكي عبدالهادي محمد أحمد ود دوليب، بل أكثرهم تشددا في مسائل الدين والحياة. وقد كنت، من (هول) ما سمعت عنه في طفولتي أسأل الله الحفيظ المغيث ألا أقع يوما في قبضته القوية، حتى جاء ذلك اليوم المشهود. كنت في السابعة من عمري وكان اليوم جمعة إكتظ فيه ديوان عمّي الشيخ خالد بأبناء الشيخ الصاوي وأبنائهم يتناولون الغداء كعهدهم بذلك. وصدف أن أرسلني أحد من أهلي لقضاء حاجة له من دكان عامر اليماني، فإنفعلت إيجابا لذلك وفرحا لما في ذلك من سانحة مناسبة لي لتجربة سيارتي الجديدة والتي كانت تتكون من (قدمين حافيتين) وعجلة قيادة قمت بنفسي بإتقان صنعها من معادن قديمة و(شباشب بالية). كان الجو صحوا، والطريق قد خلا من المارة، فغمزت بدال السرعة بقدميّ لإنطلق بها (مولولا) بصوتي الجهوري إلي قارعة الطريق وقد غمرتني بعض نشوةة عارِمة وإنتابتني رغبة ملحة في الترويح عن النفس بالغناء، وقد كان. تخيرت أغنية الفنان محمد وردي ”ضيّعوك“. وما كدت أمر بحافلتي الميمونة بمحاذاة ديوان عمّي خالد، حتى خرج علي رجل ضخم ممتلىء العباءة لا أحسب أنني قد رأيته قبل ذلك اليوم. فأشار إلي آمرا أن أمتثل إليه "ففرملت" حافلتي الهوائية غير عابيء ولا متردد وعبرت الطريق ساعيا إليه علي عجل بعد أن توهمت أن الرجل قد أطربه صوتي الجميل وهم بمكافئتي علي هذه الموهبة الفنية الفذة! فوجدتني أقف عند قدمي وبين يدي شيخ مهول نظر إلي من علٍ بوجه غاضب ينذر بما لا يُحمد عقباه. سألني عن من أكون! فأجبته بفخر، والإبتسامة تملأ وجهي، بكامل حسبي ونسبي "الشريف" منتهيا، بالطبع، بالحسيب النسيب الولي الشيخ حامد أبْ عصاة سيف، آملا أن يضاعف ذلك من قيمة الجائزة. إلا أنه أردف سؤاله بآخر بعد أن بدأت (يمناه) الضخمة والتي دسها وراء ظهره، تتحرك في عصبية مريبة أثارت في نفسي بعضا من الشك والفضول، خاصة  أنني قد رأيت "جمهرة" من الناس تخيرت لها خلف ظهره مكانا عن كثب

  < 2 ..   >

Copyright © Aalhamid 2024. All Rights Reserved DEV-MANSOOR

 
 
bottom of page