
أهلٌ وأنساب
الحامِديّة النوريّة
موسى ( أفندي ) محمد عبدالماجد حامد النور
تشييد داره الخاصة بأبنائه: عبدالله وسارة (جميلة) والتي جاءت لتضفي على حياة والديها بعض سرور وسعادة وصبر (جميل) من بعد معاناة وضيم لازمهما طويلا. إلي جانب إنضباطه والتزامه الشديدين بالعمل العام، إتسمت شخصِية موسي أفندي بالزهد والورع وإتباع طريقِ آبائه وسلفه الصالح .. وذاك ما يفسر تحمله كُل ذلك ”الضيم“ وتلك المعاناة. فقد ظل دوماً ملتزما بواجباته الدينية وأوراده الشاذلية اليومية آخذا لها من شيخه موسي ود الزاكي وأبنائه بدونتاي ومختطا في ذلك نهج أبويه الشيخين (محمد) و(الصاوي) إلى أن إنتقل إلى رحمة مولاه عام 1963م بأمدرمان. ومما يؤكد على إلتزامه هذه الطريقة وتقديره لمؤسسيها (الشيخ المؤسس إبى الحسن الشاذلي وأستاذه الولي سيدي عبدالسلام بن مَشيش، ثم الولي الشيخ ماضي أبوالعزائم (شيخ الطريقة العزمية) تسميته لبعض أبنائه بــ : عبدالسلام، الشاذلي، و ماضي. لم يعرف عن موسى إهتمام أو صلة بأي من أشكالِ التصوف العديدة في تلك الأيام إلا أنه كان يداوم على إقامِ الليل بكثرة، كما جاء بذلك السفير أمير الصاوي، إبن عمه، عندما أقام معه لفترة من الوقت بمنزله بمدينة مروي، وكان السيد أمير، حينها، هو مفتش البوليس المسئول بتلك المدينة، حتى أن أهل الدار كانوا في غاية الإستغراب والحيرة في تفسير تصفح موسى أفندي للمصحف على ضوء الفانوس رغم علمهم بإنعدام الكيروسن لفترة طويلة على تلك الأيام!
كان موسى، بطبعه، كريما محسنا وبارّا بوالديه وإخوته وكذا بالأهل يتفقد أحوالهم بزياراته المشهودة من دار لأخرى ولا يألو جهدا في الإنفاق نحوهم فيما يخص معايشهم وتعليم أبنائهم. إشتهر عنه، كذلك، جمال خطّ يده – وهو أعسر – وبخاصة في النسخ والرقعة. يظهر ذلك جليا في خِطاباته لأسرته وإخوته وفي بعض مكاتباته الرسمية الحكومية. وقد إنتقلت أعسريته تلك لكوكبة من أحفاده من بعده منهم: باشمهندس منتصر عوض الصاوي، خنساء عبدالحميد، سارة عبدالسلام، خليل حسن موسى، ولينة أبوالقاسم. أشتُهر عنه، كذلك، حبه الشديد لحلوى الأرز (بالقمردين) وكان يطلبها كثيرا ويفضلها على سواها. إنتقل إلى رحاب ربه عام 1963م بمستشفى أمدرمان إثر مضاعفات جهد ومعاناة شديدين تعرض tdih