باشمهندس عبدالرازق ( أبو الطّرب ) محمد عبدالماجد حامد النور

ولد عبدالرازق عام 1916م بمدينة أم درمان. وهو رابع أبناء الفكي محمد عبدالماجد حامد النور، في ترتيب العمر، من زوجته فاطمة (أم الحسين) سليلة ملوك مملكة تقلي العباسية. قرأ القرآن وحفظه، في البدء، و تلقى العلوم الدينية على يدي والده الشيخ محمد عبدالماجد ثم إلتحق، لاحقا، بالمدرسة الأولية ثم بمدرسة أم درمان الصناعية الوسطى بأبي روف ومن بعدها بمدرسة الصنايعية بكلية غوردون وتخصص مهنيا في "ميكانيكا السيارات" مزاملا، حينها، أمين و حسن، إبني عمه الشيخ الصاوي. عمل بذلك المجال، في البدء، بالخرطوم. ثم آثَر، فيما بعد، الإنتقال نهائيا لمدينة ود مدني ليواصل العمل بها بالنقل الميكانيكي مفضلا الإبتعاد عن جو الأسرة المتشدد، على تلك الأيام، وحتى تجد نفسه الصابية دوما للبهجة و الإنطلاق والمرح آفاقا رحيبة لا تعرف حدودا و لا تخشى مسافة. أتاح له ذلك، كذلك، أن يكون قريبا من شقيقيه (علي) بكوستي و (موسي) بسنار. أبدع في العمل وأشتهر بإنجازاته وتفوقه المهني فترقى حتي درجة "مفتش" بالنقل الميكانيكي بمديرية الجزيرة على غرار نفس مستوى الوظيفة التي شغلها رصيفه المفتش الأكثر شهرة بالعاصمة الخرطوم، سليمان موسي. وقد كان باشمهندس عبد الرازق، وبحق، موهوبا بمجال الميكانيكا والتقنِية عموما، إذ أبدى نبوغا بمجالات فنية أخري خلافا لميكانيكا السيارات، شملت فيما شملت بعض الأجهزة الإلكترونية كالتلفونات وأجهزة الراديو وأجهزة الفونوغراف (الغراموفون) ماركة His Master's Voice الشهيرة والتي إنتشرت بشكل واسع على تلك الأيام. عُرف عبدالرازق كإنسان نبيلٍ، كريم حنون، ذي بشاشة وجمال مُحيا و خلق حسن شهد به كل من عاشره. وهو، كذلك، محب لأبويه وبار بهما وبأهله وكان يكثر من زيارة أشقائه وأهله واصلا للأرحام. أيضا، تفرد عبدالرازق في زمانه، دون أشقائه الثلاث، بعلاقات إجتماعية واسعة شهدتها حواري مدينتي أمدرمان و ودمدني السني، علي حد سواء كان فيها واسطة العقد وزينة المجالس. كما لم تخل دواوين الأهل والأقارب من صور شباب "ذاك الزمان" وذكرياتهم العَطرة، وهو يتوسطهم تحكي أياما خاليات عامرة في عالم الرياضة وكذا المناسبات السعيدة والأنس البرىء بمجتمعات مدني السني والعاصمة. جمع حوله العديد من الأصدقاء منهم، علي سبيل المثال لا الحصر، الفنانون: إبراهيم الكاشف، أبوداؤد