
أهلٌ وأنساب
الحامِديّة النوريّة
الفكي محمد عبدالماجد ( ود عبدالماجد ) حامد النور
والدار تحسبا لوصول (كشة) مفاجئة لأولائك الجهادية. ورغم كل ذلك الحظر المضروب والتوجس الدائم، أصبحت دار الفقيه الشيخ محمد عبدالماجد وخلوته موئلا لطلاب العلم عكفوا فيهما لتلاوة القرآن وحفظه ودراسة علوم الشريعة من فقه وتوحيد وتفسير علي مذهب الإمام مالك، إلى جانب العلوم الأخرى كالنحو والسيرة والبلاغة. بخلاف ذلك، لم يعرف عنه الإنشغال بعلوم الباطن (علوم الحقيقة) كالتي ينشغل بها المتصوفة عادة، فقد كان الفكي محمد عبدالماجد فقيها عاملا أكثر منه متصوفا رغم منشئه في واحد من بيوتات المتصوفة"، كما بين الدكتور عون الشريف بمقدمته لكتاب الثلاثية الماجدية(2) "وإن كان تصوفا، فهو تصوف عملي لا نظري، تصوف المجاهدة للنفس والزهادة في الدنيا وتجريد العزم على الطّاعة" كما يراه، كذلك، الدكتور منصور خالد(3). قام الفكي ود عبدالماجد بتدريس موطأ مالك، ومختصر خليل بن إسحق وغيرها مثل "المرشد المعين على الضروري من علوم الدين" لإبن عاشر، وشروح الأجهوري والدميري ومختصر إبن أبي جَمرة علي حاشية الشِنواني. ويشكل موطأ مالك عمدة هذه الكتب، إذ قال فيه الإمام الشافِعي "ما وضع علي الأرض كتاب أقرب للقرآن من موطأ مالك". في هذا الصدد، أيضا، "ترك الفكي ود عبدالماجد بعض مخطوطات في علم الفروض (الميراث) وبعض قضايا في الفقه وكذا النحو. وقد كشفت المخطوطة التي سجلها إبنه العالم الشيخ خليل عن أن والده كانت له أيادي طولى في تدريس العلوم الإسلامية والعربية وأن ديدنه كان التفرغ يومياً في خلوته منذ بزوغ الفجر حتى صلاة العشاء لقراءة القرآن وإجهاد نفسه في تحصيل الفقه، بل إرتغب السعي إليه في أقاصي الأرض، حتى أصبح من أفرض أهل زمانه ومن أوسعهم تبحرا في علوم الظاهر"(3). أيضا، إختار لنفسه الإنقطاع إلي الله وحده منتأيا في ذلك عن السلطة الحاكمة ومفضلا عنها التدريس (سرا) والصلاة بخلوته بعيدا عن عيون الخليفة وملازميه(3). خلال فترة وجيزة أصبحت دار وخلوة الشيخ الفكي ود عبدالماجد مدرسة، بل جامعة خف اليها طالبي العلم والبركة من شتى الأعمار ومن كل الآفاق للإنكباب على تحصيل العلم، "فألحقت الأحفاد بالأجداد إلي أن صار مجلس الفكي محمد ود عبد الماجد يربو عن الخمسين محفظة(4) بل لم ينقطع عن تأدية ذلك العمل الجليل إبان سنوات الحكم الثنائي. كما رفض، وعلى H,hov