
أهلٌ وأنساب
الحامِديّة النوريّة
فاطمة ( أم الحُسين ) بت محمد أحمد ( الدّود ) ناصِر
كزوجة شرعية له علي سنة الله ورسوله حيث باشر أمر إطعامها وشرابها وكِسوتها وأمنها بنفسه أثناء فترة الإستبراء. ثم دعى صديقة سيدي الشيخ قريب الله إبن أبي صالح وبعض من إخوته وأقربائه، منهم شقيقه الشيخ الصاوي وإبن عمه حاج خالد حمد كروم العمرابي، السنوسي عبدالماجد، عبدالرحمن الشنقيطي سليمان، خالد ود الشيخ، يوسف حسن .. وغيرهم وذلك للتجمع بداره لإشهار العَقد. وقد تم من خلال ذلك التحقق من حريتها ونسبتها لوالدها محمد أحمد الدود ناصر الجعلي سلطان ديار تقلي العباسية وذلك بعد أن أبرزت لهم دليل نسبها مخطوطا، والذي كانت تحتفظ به في صُرة مخبأة داخل (قربابها). ذكر أنها أوكلت بنفسها الشيخ الصاوي عبدالماجد في العقد عليها. في هذا الشأن، قدم لها الفكي محمد (حِجلا) من الفضة الخالصة قيمته أربعون ريالا، ذاك الوقت، ورثه عن والدته سارة بت الفكي حامد، وهو ما تبقى له من ميراثها، كصداق لها(*) وذلك موضح بعقد هذا الصداق وممهور بتوقيع سيدي الشيخ قريب الله إبن أبي صالح وآخرين. يذكر، كذلك، أنها كانت دائمة الاعتزاز بهذا الصداق أمام أبنائها فتقول لهم "هذا صداقُ أبيكم لي" (*)، ثم أهدته أخيراً لأصغر أبنائها، علي. توفيت إلى رحمة مولاها بأمدرمان عام 1963م بعد فترة لم تطُل إثر سقوطها فجر يوم جمعة بمقابر أحمد شرفي لدى ذهابها إليها للزيارة والترحم على زوجها وأهله. وأم الحسين، كما أفادت بذلك السيدة حفصة عبدالله حرم إبنها موسي أفندى: "كانت من بين النساء المعززات و(بت ملوك بحق)، تحفها الجلالة والهيبة والأدب ولها من خلق السلاطين. كما كانت ملتزمة بدينها، و (نظيفة لا ترضى المَسخرة)، كما تهتم كثيرا بنفسها وزوجها وبيتها، وأنها كانت قد عرفتها أكثر عن قرب من خلال زياراتها لإبنها وأحفادها بسنار وكركوج عن طريق القطار (المَحلي)". كانت، أيضا، كريمة سخية توزع الطعام على الفقراء والمساكين من الناس والحيران، خاصة في الإفطار وفي السحور في شهر رمضان المعظم فتولِم ضيوف دارها وزوجها بوجبتها المفضّله (قمرالدين بالأرز) وذلك على سراويس الصيني وصحون الباشَري تخدمها بنفسها وبمساعدة خادمتها (صِبيرة). درج رجل كهل عرف بـ (ود الفحل) وشقيقته، وهما من قرية "ود جاروط" ومن أهل أم الحسين بتقلي العباسية، تكبد المشاق "سيرا" علي الأقدام لزيارتها وإبنها الخليل صباح كل جمعة وأداء الصلاة بجامع الفكي