أهلٌ وأنساب
الحامِديّة النوريّة
الشيخ مأمون خليل محمد عبدالماجد حامد النور ( الكبير )
شكسبير، أو متابعا لنقد بالإنجليزية لأشعار الأمريكي ت . إس إليوت .. إلخ. كان شيخ مأمون مزيجا من ككل ذلك .. لا يكل ولا يمل ولا تفتر همته للتفرغ بالكامل لأي منها. ظل يزور دور السينما مرة كلّ أسبوع ويدعو كاتب هذه السطور وشقيقه عبدالسلام لمشاركته هذه المتعة البريئة، مع الترجمة عند اللزوم إن كان الفلم (إنقليزي)، ومتسليا، أثناء ذلك، بكمية وافرة من حب التسالي الذي يحبه ويضعه دائما بجيبه. من أحب الأفلام إلي نفسه، والتي يفضل مشاهدتها لأكثرمن مرة، الفيلم الروسي (حاجّي مُراد) بسينما قديس (برَمْبل) سابقاً، أوالفلم الأمريكي الشهير Atari بطولة الممثل القدير جون وين، إلسا مارتينيلي، وآخرون بسينما الوطنية أم درمان، وفيلم "ذهَبَ مع الريح " Gone with the Wind" بطولة كلارك قيبل وفيڤيان لِي وذلك بسينما الخرطوم غرب على أيامها ومجدها الذهبي. كذلك، واظب على حضور العديد من المحاضرات المسائية الثقافية حيثما كانت وبخاصة محاضرات الشيخ عبدالجبار المبارك والحبر نورالدائم برغمِ إحتجاح والدته وإخواته وإعتراضهن على هذا (السهر) لينهي جولته، من بعد، صلاة وخشوعا بأي من أركان جامِع أم درمان العتيق. على صعيد آخر، حفلت حياته بتجليات واضحة علي صعيد علم الجَبر "الأوفاق أو الحرف" والذي إكتسبه من خاله العالم الصوفي الموهوب الشيخ إبراهيم (الشنقيطي) سليمان حامد. وبرغم صعوبة إدراك وفهم هذا العلم وتعقد مفرداته، إلا أن من أبرز ملامح نجاحات شيخ مأمون في هذا الإتجاه مظاهر التجديد التي أحدثها، خاصة في سبر أغوارِه وإستحداثِ منهجية وأسلوب جديدين في معالجة وكشف أسراره بطرق وأساليب غير تقليدية وغير معروفة. أمور كثيرة أثارت الإنتباه لشيخ مأمون أضفت عليه صفات ومميزات لم تتوفر لغيره من علماء زمانه من الشباب. فقد كان صغيرا، نسبيا، وافرا وجيدا في معرفته ومعلوماته، حافظا للقرآن والأحاديث ومتمكنا من الفقه والسيرة واللغة (عربي وإنجليزي). وفوق ذلك، كان رجلا (مأمونا) و(أمينا) و(مُؤتمنا) وكذا ناصحا في الدين والدنيا فقدمه والده بثقة لإمامة الناس للصلاة من يوم الجمعه. ومثل أبيه، إحترم الرأي الآخر وأستمع إليه. كما حافظ على عِلاقات طيبة مع غير المسلمين، منهم صديقه القِبط الأب بُولص موظف شركة التأمين بالخرطوم والذي داوم لسنوات عديدة على زيارته ومشاركته مطعمه ومشربه ومفاكرته