نفيسة عبدالرحمن محمد طه القاضي

نفيسة (أو ”نفيس“ كما ينطقها أهل منطقة دنقلا مثل أهل عموم المغرب العربي، كذلك) هي إبنة عبدالرحمن (بابانتود) محمد طه القاضي، جعلية النسب "لأبيها" محسية "لأمها"، دنقلاوية الموطن والهوى. ولدت نفيسة بطيبة المسلمية بولاية النيل الأزرق وترعرعت ونشأت في صباها الباكر، لاحقا، بقرية كُدركة الوادعة (من أعمال مركز دنقلا) بعد أن إنتقل والدها للعمل بتلك الديار بالزراعة. تزوجت بدءا، من أحمد إدريس حمد البشاري (من مواطني حوض السِليم) وأنجبته إبنها الوحيد منه، عبدالعاطي. بعد وفاة الزوج آلت تربية وحيدها عبد العاطي لجده عبدالرحمن وجدته (لأمه) ست البنات بعد أن تزوجت نفيسة من العمرابي موسي أفندي محمد عبدالماجد حامد سليل الصالحين آل الفكي عبدالماجد حامد بحيهم بأمدرمان و الناظر بمصلحة غابات كُدركة في ذلك الحين. من جهة نسبها وأصولها، فهي جعلية بوالدها عبدالرحمن محمد طه القاضي المنتسب لقبيلة الجعليين العَوضية، وكان قد عمل بنواحي السكّوت والمحس كريس لمركب حكومي يتبع مصلحة النقل النهري (عُرفت بالقَيّاسة) ثم كريس بوابورات كريمة - دنقلا قبل أن يتحول، لاحقا، لمدينة ود مدني ويلتقي ثم يتزوج فيها بوالدتها ست البنات محمد أحمد مدني (وهي من قبيلة المُدَناب) والتي أنجبت له نفيسة عام 1921م بطيبة المَسلمية، ثمّ حَسونة (توفيت عمر مبكر). بوفاة جدها "لأبيها"، إنتقل الوالد عبدالرحمن نهائيا بأسرته لمدينة دنقلا وعمل بها بالزراعة ردحا من الوقت رزق أثنائه بأبنائة: محمد، ميرغني، يوسف، عبدالغفار، فاطمة، آمنة، حَسونه، وحسن. وفي الأسماء دلالة ومؤشر لإنتماء البيت للطائفة الختمية. ولا غرو، فما زالت أطياف الإحتفاء بمولد الرسول الكريم (ص) وكذا مولد سليل بيتِه النبوي الشريف، سيدي الحَسَن (أب جلابية) تتراءى تباعا بأهازيجها و أنوار رتائنها و راياتها الخضراء وكشاكيشِها في مخبلة صغيريها عبدالمنعم وعبدالسلام وأخيهم أبوالحسن الشاذلي وهم في عمر الطفولة يتدافرون تحت أقدام المُداح والخلفاء. أخيرا، إلتحق والدها بالعمل كبيرا للخفراء بمصلحة الغابات بمنطقة كُدركة إلى أن توفاه الله. 

 

فيما بين علاقة عمل والدها بالغابات وزواجها من رئيسه في العمل، موسي أفندي، رواية روتها في حياتها عن توقيفها وكوكبة من صَبايا القرية من قبل خفراء (بجُنحة) التعدي علي أملاك حكومية بقطعهن الأشجار سعيا وراء خشب "الواقوود"