الأستاذة حَفصة عبدالله إبراهيم

فهو من التجار السوريين في ذلك الزمان ممن هاجروا للسودان وإستقروا باكرا فيه بقرية كركوج مشتغلا بتجارة الصيني. والدة ست حفصة هي حُسنى بت عجمية (بت محمد عجمية)، وهي كنزية الأصل منسوبة (بأبيها) للكنوز بمدينة (دَراوْ) بجنوب مصر. كما تعرف والدة حُسنى بسكينة بت الشيخ أحمد أب جنْ وهي من عرب "الحَمَده" تحت نظارة عموم الشُّكرية والبطاحين بالبطانة وبادية الدندر. إشتهر جد حفصة لأمها (محمد عجمية) كعمدة لقرية كركوج وهو مؤسس حلة (ود عجمية) و مشرعها بها. أيضا، عمل بزراعة السمسم ورعي الأبقار. ويذكر له التاريخ ضمن التراث الشعبي لتلك المنطقة معارك وبطولات مشهودة بسبب سلب بعض من جهاديي الخليفة عبدالله لممتلكاته ومماليكه .. وأكثرهم من النساء. والعمدة ود عجمية وحيد أبويه إلا أن له إخوة (لجهة الأم) مازالوا مقيمين بموطنهم الإسكندرية بمصر. وقد ظلوا علي صلة و إتصال في السابق بأهليهم في السودان إلا أن تيارهم ذاك قد إنقطع فيما بعد. لست حفصة ثلاث من أبناء العمومة، لجهة أبيها، هم: سليمان (والد الأستاذ عبدالقيوم سليمان)، الحسين، وستنا. كما لها، أيضا، علاقة قربى، بمرتبة الخؤولة، بالنور عثمان وإخوته (الصادق، النعمة، حسونة، ونفيسة) وكذا بآل الدابي بحي ود البنا بأمدرمان وكركوج، وهم من الكنوز وأبناء عمومة لأمها حُسنى. أكملت حفصة مرحلة الدراسة الإبتدائية بكركوج . ثم حظيت كأول فتاة من تلك النواحي أتيحت لها لها الفرصة، على أيام حقبة الإستعمار، للإلتحاق بكلية المعلمات بأمدرمان. تخرجت بعد ثلاث سنوات في نهاية الأربعينات ومن ثم تم تعيينها (معلمة) بمدرسة كركوج الإبتدائية. إلا أنه في إستجابة لدسائس ووشاية ساذجة مصدرها حسد من جانب بعض زميلاتها ممن لا يعجبهن التميز، تقرر نقلها لمدينة الفاشر بأقاصي السودان الغربي ولتنقل، لاحقا، للتدريس بالأبيض ما يوحي بعقاب ضمني قاس لفتاة في مقتبل العمر وفي بداية سنوات خدمتها التربوية. نفذت النقل للفاشر أبوزكريا ترافقها والدتها (كما جرى به العرف والتقاليد على تلك الأيام) فبقيت بها سبعة أشهر قامت خلالها بتدريس مواد الحساب والتربية الإسلامية والجغرافيا. تم نقلها، مرة ثالثة، لمدينتها كركوج لمواصلة التدريس بها وليتم إختيارها، فيما بعد، لدورة في مادتي الحساب والتاريخ لفترة أسبوعين بالمدرسة الغربية للبنات بمدينة ودمدني تحت إشراف ورعاية مفتش التعليم