
أهلٌ وأنساب
الحامِديّة النوريّة
الشيخ خليل محمد عبدالماجد حامد النور
قد تُوفي خمسة من أشقائهم في أعمار مبكرة ومتقاربة هم: البخاري (أحمد)، السيوطي، السنوسي، عِياض، وبنت لم تسم. كان خليل "أحد أبناء الشيخ ود عبدالماجد اللصيقين به حيث عاصر قدرا كبيرا من حياته العامرة بالتفقه في الدين ونشر رسالته، نهل منه خلالها علما غزيرا وورث عنه منهاجا محكما وصارما في مسلكه الشخصي، وأيضا، في تعليمه الناس أمور دينهم إشتهر به حتي أواخر أيامه“(*) . برحيل والده ورحيل من خلفوه في شياخة مسجده وخلوته (مسجد الفكي ود عبدالماجد بحي ود عبدالماجد بأبي روف) بمنطقة الهجرة بأمدرمان، واصل الشيخ خليل القيام بتلك المسئولية العظيمة إلي جانب الوعظ والإرشاد وإمامة الناس به لجميع الصلوات إلي أن إنتقل هو الآخر للرفيق الأعلى في العام 1981م، بعد حياة عامِرة قضاها في جلائل الأعمال وطيب المعشر وحسن السيرة. وقد "إختط خليل، بعكس كثير من علماء زمانه، منهاجا مغايرا في أمور الدعـوة إلي الله وحب رسوله الكريم (ص)، إذ لم يعرف عنه إهتمام أو إعتراف بالتطرق الصوفي بكل مشاربه. أيضا، "نبذ إصطناع الأولياء ودعوة الحق تعالي بإسمهم (بدعة) من البدع يوثم فاعلها إلى أن يتب عنها"(*). كما شدد علي إلتزامِ الناس شرع الله القويم وإتباع "طريق" الكتاب والسنة المحمدية. صار له بذلك مكانة (مرجعية مرموقة)، وبخاصة لدى بعض من علماء دولة مصر وبعض من الدول العربية المجاورة الأخرى وكذا لدى بعض علماء السودان والقائمين علي أمر شئونه الدينية. كثيرة هي تلك المرات التي لجأ إليه فيها علماء أجلاء مثل مفتي الديار السودانية الأسبق، الشيخ عوض الله صالح، أو بعض شيوخ هيئة علماء السودان للتفاكر في مسألة أو خلاف إقتضى حسما فقهيا عاجلا. وليس ببعيد مسألة رأيه القاطع لمندوبي الهيئة بـ "عدمِ صحة تكفير" الأستاذ محمود محمد طه مع نصحه لهم بالإبتعاد عن ذلك المسعى ما أثار جدلا واسعا حينها، على أيام النميري، في الدوائر الرسمية والدينية، على حد سواء. كذلك، ظل يلجأ إليه كثير من طلاب العلم والعامة لحل بعض مسائل تخص أُمور دينهِم أو دنياهم قد إستعصى حلها. إلي جانب ذلك، شهد له بغيرة وعنافة مالكية المشرب أمام وقوعِ الناس في المكروه والمحرمات بحضرته، أو بعيدا عنه، إذ يبادر بالنهي عنه والتأنيب بغلظة لا تعرف مخاطرة أو مجاملة لأحد. مع ذلك، إتسم الخليل بروح إنسانية